قال الله تعالى:{يَا أيُّهَا الذِينَ آمَنُوا قُوا أنْفُسَكُمْ وَأهْلِيكُمْ نَارًا...}التحريم 6.

هذه صرخة من الأبناء الذين لا يجدون آبائهم بالرغم أنهم لا يزالون على قيد الحياة.. هذه صرخة في زمن انشغل الآباء بتحصيل الأموال.

ولعل هذا الانشغال عن الأبناء كان سببا في الكثير من الفتن التي تحياها الأمة فالأب الذي لا همَّ له إلا جمع المال يكون سببا في ضياع الأبناء وانشغالهم بالتوافه من الأمور لأنهم لا يجدون من يُوجِّهَهُم وينصحهم ويبيّن لهم الصواب من الخطأ فتجدهم يصاحبون من يشاءون وقتما يشاءون وما أكثر أصدقاء السوء في هذا الزمان كما أنهم يكونون بعيدين عن دينهم لا يعرفون عنه إلا القليل ولا يعملون به إلا في القليل أيضا، وغير ذلك من المصائب التي تترتب على ترك الآباء تربية الأبناء ولذلك فإنّا ندعوا جميع الآباء إلى مراجعة أنفسهم في تربية أبناءهم وليعلموا أنها مطلب شرعي يجب عدم التفريط فيه كما أن في تربية الأبناء على الإسلام وأخلاقه وآدابه مكسبا كبيرا لآبائهم في دنياهم وآخرتهم فلننتبه إلى ذلك قبل فوات الأوان. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"كُلُّكُمْ رَاع ٍ وَكلكم مسؤول عن رعيته..."رواه أبو داود والترمذي.