طوفان الأقصى وجاء وعد الآخرة

المرفقات:

طوفان الأقصى – وجاء وعد الآخرة 03-11-2023

الخطبة الأولى 

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله (ص). " يَا أَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَاته ولا تموتن إلا وأنتم مُسلمُون"  " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً " " يَا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قَولاً سَديداً يُصلح لَكُم أَعمالكم وَيَغفر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطع الله وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً"  أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد (ص)، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة .

 قال الله تعالى "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير".

و قال الله تعالى: " وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)"

أهل غزة أهل الكرامة والعزّة، أهل الصمود، والثبات، والتحدي، والمقاومة،  قلّ نضيرهم في هذا الزمان – ولا نزكي على الله أحدا –   لقد حققوا قول الشاعر "عش عزيزاً أو مت وأنت كريمٌ بين طعن القنا وخفق البنودِ " ، و قول الآخر: "وللحرّيّة الحمراء باب بكلّ يد مضرّجة يُدقُّ"  فلنأخذ منهم العبرة بل العبر.

*أهل غزة رِجَالٞ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ الله عليه: " منَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ رِجَالٞ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن يَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبۡدِيلٗا. لِّيَجۡزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّٰدِقِينَ بِصِدۡقِهِمۡ وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ إِن شَآءَ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا. وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيۡظِهِمۡ لَمۡ يَنَالُواْ خَيۡرٗاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزٗا. وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن صَيَاصِيهِمۡ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِيقٗا ".

 *أهل غزة حَسبُكم الله وَنِعمَ الوكيل:" ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ  فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ وَٱتَّبَعُواْ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِيمٍ  إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ. وفي مثلهم قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" - مسلم.

*أهلَ غزة هنيئا لكم الجهاد والشهادة والصبروالصمود فأنتم  بين مجاهد وشهيد، وجريح وصامد محتسب وذلك فضل من الله "وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ. فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَيَسۡتَبۡشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمۡ يَلۡحَقُواْ بِهِم مِّنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ. يَسۡتَبۡشِرُونَ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ. ٱلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِنۢ بَعۡدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلۡقَرۡحُۚ لِلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ مِنۡهُمۡ وَٱتَّقَوۡاْ أَجۡرٌ عَظِيمٌ ". ويقول رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “ما من مَكْلُومٍ يُكْلَمُ في سبيل الله، إلا جاء يومَ القيامة : اللَّونُ لَوْنُ الدَّمِ، والرِّيحُ رِيحُ المِسْكِ” متفق عليه.  المكْلُوم: المجروح.

*يا أهل غزة أَنتُمُ الأَعْلَوْنَ بحول الله تعالى "وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ.

*يا أهل غزة: حسبكم الله، لأنكم توكلتم عليه "وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ". "الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ".

*يا أهل غزة: من كان مع الله كان الله معه ولن يُخلف له وعده : "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون". وقال جلَّت قدرته: "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِين، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُون ، وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُون."  فأنتم إن شاء الله تعالى من جند الله الذين لا يُغلبون.

*يا أهل غزة إنّ الله معكم وإن خذلكم الناس "إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا."

*يا أهل غزة شهد الله أنكم استفرغتم جهدكم في الإعداد مصداقا لقوله تعالى:  "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ."

*يا أهل غزة وقد أبهرتم العالم وبالخصوص شباب أمتنا الإسلامية، إذ البون شاسع بين من يقوم بدينه اعتقادا وعملا وسلوكا، ويسعى في تقوية أمته لتحقيق كرامتها والرفع من شأنها بين الأمم، لأنّه نشأ على إيمان راسخ، وعقيدة سليمة، وعبادة صحيحة، وأخلاق حسنة، وأعدّ الإعداد المطلوب من جميع النواحي الروحية والمادية والعقلية والنفسية ....  البون شاسع بينكم و بين من ينشأ لا يهتم إلا بشهواته وملذاته ورغباته، وسفاسف الأمور... كما هو الحال لأغلبية الأمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

*يا أهل غزة أنتم اليوم علينا حجة في هذا الزمن الصعب، فلتكن لنا منكم عبرة. فصبراً يا أهل غزة فإن موعدكم الجنّة. والنصر حاضر بإذن الله تعالى.  اللهم ثبِّتهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، اللهم أرسل إليهم المدد من السماء يا من بيده ملكوت كلّ شيء. يا نعم المولى ونعم النصير. آمين والحمد لله ربّ العالمين.

الخطبة الثانية   

إنّ الحمد لله نحمَدُه، ونستَعِينه ونستهدِيه، ونستغفِرُه ونتوبُ إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفُسِنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فاللهم صل عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم وعنا معهم بإحسان إلى يوم الدين . ثمّ أمّا بعد:

إخوة الإيمان إن الحرب الدائرة اليوم هي حرب بين الإسلام والكفر، وإنه لَمقام يقتضي النُّصرة والتثبيت، ودحر المعتدي الغاصب المحارب، وعدم التخذيل عن نصرة إخواننا في الدين.  يقول الله تعالى " والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا، وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير"  ”عَلَيْكُمُ النَّصْرُ“ مِن صِيَغِ الوُجُوبِ، أيْ: فَواجِبٌ عَلَيْكم نَصْرُهم، وقُدِّمَ الخَبَرُ وهو ”عَلَيْكم“ لِلِاهْتِمامِ بِهِ. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". كيف يعتبر نفسه مسلما من لا يهتم بأمور المسلمين والدفاع عنهم في ظروف كهذه؟؟ كلٌّ بما يستطيع، وَلْيَحذَرِ المُسلِمُ مِن خُذلانِ إِخوَانِهِ بِأَيِّ نَوعٍ مِن أَنوَاعِ الخُذلانِ، قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: "مَا مِنِ امرِئٍ يَخذُلُ امرَأً مُسلِمًا في مَوطِنٍ يُنتَقَصُ فِيهِ مِن عِرضِهِ وَيُنتَهَكُ فِيهِ مِن حُرمَتِهِ إِلاَّ خَذَلَهُ اللهُ تَعَالى في مَوطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصرَتَهُ". واعلموا عباد الله أَنَّ جَمِيعَ المُسلِمِينَ في مَشَارِقِ الأَرضِ وَمَغَارِبِهَا إِخوَةٌ، قَالَ تَعَالى: "إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ." وَقَالَ تَعَالى: " فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوَانًا."  وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "المُسلِمُ أَخُو المُسلِمِ؛ لا يَظلِمُهُ وَلا يُسلِمُهُ وَلا يَخذُلُهُ وَلا يَحقِرُهُ ...."، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم : "المُؤمِنُ لِلمُؤمِنِ كَالبُنيَانِ يَشُدُّ بَعضُهُ بَعضًا" ، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ المُؤمِنِينَ في تَوَادِّهِم وَتَرَاحُمِهِم وَتَعَاطُفِهِم كَمَثَلِ الجَسَدِ الوَاحِدِ؛ إِذَا اشتَكَى مِنهُ عُضوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى." أَلا فَلْيَهبَّ المُسلِمُونَ لِنُصرَةِ إِخوَانِهِم مَا استَطَاعُوا فَقَد قَالَ سُبحَانَهُ: "مَا كَانَ لأَهلِ المَدِينَةِ وَمَن حَولَهُم مِنَ الأَعرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَسُولِ اللهِ وَلاَ يَرغَبُوا بِأَنفُسِهِم عَن نَفسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُم لاَ يُصِيبُهُم ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخمَصَةٌ في سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوطِئًا يَغِيظُ الكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِن عَدُوٍّ نَيلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ." التوبة - أسأل الله تعالى ألا يجعل يداً لمنافق ولا لمجرم على أهلنا في غزة، وأن ينصرهم من عنده نصراً معززاً عاجلاً غير آجل. إن النصر بلا شكٍّ قادمٌ ولو طال أمد اليهود، إذ العاقبة للمتقين؛ فقد رأينا زمرة من المجاهدين الفلسطينيين، استطاعوا أن يذيقوا اليهود مرارة الانهزام، على الرغم من قلة العتاد، وضعف المساندة والإمداد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لَيُمْلِي للظالم، حتى إذا أخذه لم يُفْلِتْه، ثم قرأ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ  ) متفق عليه.

- اللهم احفظ إخواننا في فلسطين من بين أيديهم ومن خلفهم، وعن أيمانهم وعن شمائلهم، ومن فوقهم، ونُعيذهم بعظمتك أن يغتالوا من تحتهم.

- اللهم احفظهم بحفظك، واجعلهم في كنفك، وحُطْهم بعنايتك، واشملهم برعايتك، واحرسهم بعينك التي لا تنام.                                                                                  

- اللهم نصرَك المبين لإخواننا في فلسطين، اللهم نجِّهم وأعِنْهم،وعليك بالصهاينة المحتلين، اللهم طهِّر الأقصى من الغاصبين الظالمين.اللهم أنزل بأسك وغضبك على الصهاينة الأنجاس. - اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، اللهم احقِنْ دماء المسلمين، واستر عوراتهم، وسُدَّ جوعهم.

- اللهم إن إخواننا المستضعفين في غزة لاحول لهم ولا قوة إلا بك يا عظيم، اللهم فانتصر لهم واحقن دماءهم، اللهم عليك بمن طغى واعتدى من يهود ومن عاونهم، اللهم أنْزِلْ عليهم بأسك وعذابك ورِجْزَك يا رب العالمين.         

- اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تنصر أخواننا في فلسطين وأن تفرج همهم وأن تجنبهم كيد يهود وعملائها وأنصارها....

- اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في غزة، اللهم انصرهم ولا تنصر عليهم، اللهم كن معهم ولا تكن عليهم، اللهم اجمع شملهم ووحد كلمتهم وسدد رميهم..

- اللهم ألق الرعب والخوف في قلوب اليهود يا رب العالمين. اللهم أحص اليهود عدداً وأهلكهم بدداً ولا تغادر يا رب منهم أحداً.

- اللهم وأنزل على اليهود وأعوانهم رجزك وعذابك، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك..                                                                  

- اللهم يا رحمن السموات والأرض ورحيمهما ارحم ضعف المسلمين في غزة، واجبر كسرهم، وآنس وحشتهم، واربط على قلوبهم، وثبت أقدامهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين.

- اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، وأعلِ راية الحق والدين. اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بعز فاجعل عز الإسلام على يديه، ومن أراد الإسلام والمسلمين بكيد فكده يا رب العالمين، ورد كيده إلى نحره، واجعل تدبيره تدميره، واجعل الدائرة تدور عليه. اللهم اهدنا واهد بنا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وانصرنا على من بغى علينا.

- اللهم هيئ لهذه الأمة أمرَ رُشدٍ، يعز فيه أهل طاعتك، ويذلّ فيه أهل معصيتك، ويأمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.

وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً. اللهم لا يردّ أمرك، ولا يهزم جندك، سبحانك وبحمدك.

اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، هازم الأحزاب، اهزم الصهاينة الحاقدين ودولتهم، آمين والحمد لله ربّ العالمين..

 

 

أكتب تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *