العمل الصالح والكسب الحلال

إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمّدا عبده ورسوله.
أمّا بعد، فيا عباد الله:أوصيكم ونفسي بتقوى الله، والعمل بما فيه رضاه, ( وَمَنْ يَّـتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَّتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغٌ اَمْرَهُ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)2-3 الطلاق.
أيّها المومنون نحن في هذه الأيام في أمسّ الحاجة إلى أن نعيش الحياة و كلّنا أملٌ في الله عزّوجلّ،حتى نُوفَّق للعمل من أجل مرضاة الله تعالى.
لقد جعل الله الحياة الدنيا كثيرةَ التقلّب, لا تستقيم لأحد على حال ولا تصفو لمخلوق من الكَدَر. ففيها خيرٌ وشر, وصلاح وفساد, وسرور وحُزن, ونِعمٌ ومحن, وأملٌ ويأس, ويأتي الأمل و التّفاؤل كشُعاعين يضيئان حِلكة الظّلام ويشفيان دروب الحياة للأنام، ويبعثان في النّفس البشريّة الجِدّ و المثابرة ويُلقناها الجَلَد والمُصابرة._ فإنّ الذي يغري التاجر بالأسفار و المُخاطرة:أمله في الأرباح؛ و الذي يبعث في الطالب الجِدّ و المثابرة:أمله في النجاح؛والذي يُحَبّب إلى المريض الدواء المُرّ:أمله في الشفاء و الطُّهر؛والذي يدعو المؤمن أن يخالف هواه ويُطيع مولاه:أمله في الفوز بجنّته ورضاه،فهو يُلاقي شدائدها بقلب مطمئن،ووجه مستبشر,وثغر باسم,وأمل عريض,فإذا أعسر عليه الحال،لم ينقطع أمله في تبدُّل العسر إلى يسر,وإذا اقترف ذنبا لم ييأس من رحمة الله ومغفرته,تعلّقا وأملا بقول الله تعالى:( قُلْ يَاعِبَادِي الذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىآ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا اِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) 53الزمر.
فيا إخواني المِؤمنين ,إنّ الأمل والعمل هما أساسا الحياة,ودافِعا نشاطِها,ومُخَفِّفا ويلاتِها،وباعِثا البهجة و السرور فيها.
لكن عباد الله,إن العيش في هذه الحياة الدنيا الصعبة,يتطلب من المسلم أن يستنفر كلَّ قواه الروحية والعقلية والجسمية وكلّ مهاراته,حتى لا يُهمّش أو يجد نفسه تابعا ذليلا لجهة ما,أو يجد نفسه كسيرا حسيرا لا حول له ولا قوّة.
ولحسن تدبير أمور العيش في هذه الحياة,وضع ديننا الإسلامي منطلقات ورؤيةً عامّةً في مسألة المال و الاقتصاد والكسب و الاستثمار أو الإنفاق.  رؤيةٌ تميل إلى التوازن و الاعتدال؛ رؤية مترابطة تراعي مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة في آن واحد.كما تراعي حيثيَّةَ كوْن الدنيا مزرعةً للآخرة,وكونها دار ممرّ,لا دار مقرّ أيضا.
ويمكن أن نجمل هذه الرؤية في النقاط التالية:
1_ إنّ الله جلّ وعلا ضامن ومتكفل بالرزق لكل إنسان, بل لكل ذي روح,يقول سبحانه:(وَمَا مِن دَآبـَّةٍ فِي الاَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) هود 6. ويقول أيضا : (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)الذاريات 58.
و النظام الإسلامي الذي اصطفانا الله به يكفل تكافؤ الفرص في العيش والكسب ويُؤَمّن وسائله على نحو متساو,ولكل مجتهد من جهده نصيب.
2_ الكسب و العمل و الكدّ في طلب الرزق عبادة إذا ما روعيت فيها بعض الشروط والآداب ومنها :
  أ_ أن يكون العمل مشروعاً,أي العمل في الرّبا مثلا أو المعاملات المشبوهة لا يكون طيبا والله تعالى لا يقبل إلا طيّبا.
ب_ أن يصحبَ العملَ النيّةُ الصالحة:فنية المسلم إعفاف نفسه وإغناء أسرته,ونفع أمّته,وعمارة الأرض,وما شابه ذلك.
   ج _ أن يلتزم في هذا العمل حدود الله تعالى:فلا يظلم ولا يخون,ولا يغش ولا يجورْ على حق غيره.
   د _ أن يحاول تأدية العمل بإتقان و إحسان ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
   هـ _ ألاّ يشغله عمله الدنيوي عن تأدية واجباته الدينية كما قال تعالى:( رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزَّكَاةِ) النور
3 _ وبعد العمل والكسب يأمرنا ديننا الحنيف بالتّوسّط في الإنفاق:فلا يمسكُ المسلم المالَ عن مواضع البِرّ والصّلة والصّدقة..ولا يبذّره في المأكل و المشرب ورغبات الدنيا ــــ قال جلّ وعلا:( وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً اِلَىا عُنُقِكَ وَلاَ تَـبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَـتَـقْـعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا)الإسراء 29.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم,ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم,أقول قولي هذا وأستغفر الله الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كلّ ذنب,فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم~أيّكم~أحسن عملاً وهو العزيز الغفور,اللطيف بعباده فيما يجري به من مقاديرَ وإليه تصير الأمور,أحمده_ سبحانه وتعالى_ وأشكره على ما أنعم به وتفضّل وأعطى وأجزل.
عباد الله, لقد جَبَل الله عزّ وجلّ الخلق على حبّ المال,وركَّب في الطباع الحِرص على طلبه وتحصيله,لأنّ به قِوام حياة الناس وانتظام أمر معيشتهم وتمام مصالحهم. وقد جاء الشّرع الحنيف بالحثّ على السعي في تحصيل المال واكتسابه,وعلى أنّه وسيلةٌ لغايات محمودة ومقاصدَ مشروعة؛وجعل للحصول عليه ضوابطَ وقواعدَ واضحةَ المعالم,لا يجوز تجاوزها ولا التّعدّي لحدودها كي تتحقق منه المصالح للفرد وللجماعة.
وقد أوجب الله تعالى على المسلم أن يطلب المال ويسعى في أسباب تحصيله ممّا أذن الله به وشرعه من طرق الكسب الحلال والعمل المباح،حتّى يستغنيَ المرء به عن ذُلّ السؤال للغير والحاجة للخلق، فطلب الرزق وتحصيلُه شرف للمؤمن وعزّة للمسلم,به تُصان الأعراض وتُحفظ الكرامة,وبه يستعان على كثير من أعمال البِرّ والطاعة.فنعم المال الصالح للمرء الصالح.وفي هذا يقول الصحابي الجليل:
عبد الرحمان بن عوف رضي الله عنه:{يا حبّذا المالَ،أصون به عِرضي,وأُرضي به ربي}.
هذا وإنّ الكسبَ الطيّب والمالَ الحلال ينير القلب ويشرح الصدر,ويورث الطمأنينة والسكينة والخشية من الله,ويعين الجوارح على العبادة والطاعة, وهو من أسباب قَبول العمل الصالح وإجابة الدعاء.
إخوة الإيمان, لكي يظفر المؤمن  بهذا المال الحلال,عليه أن يتّبِع الوسائل والأساليب ويُوفّر الشروط والظروف التي تعينه على تدبير شؤون عيشه ومنها:
1_ الإستقامة والإلتزام: تأتي الاِستقامة وتقوى الله تعالى على رأس ما يمكن أن يفعله المرء في مواجهة  الصّعاب,وتحسين ظروف المعيشة,فقد تعهّد الله سبحانه بالرّزق,وتفريج الكُربات لمن يتّقِهِ ويلتزمْ بأمره ونهيه,حيث قال كما ورد سالفاً:(وَمَنْ يَّـتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَّتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغٌ اَمْرَهُ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)الطلاق 2_3.
وممّا يوسع في الرزق صلة الرحم وبَرّ الأقارب,فقد ورد في الحديث الصحيح:"من أحبّ أن يُبسط له في رزقه,ويُنسأَ له في أجله,فليصل رحمه."_
وإنّ من المؤسف أنّ كثيرا من النّاس, يواجه الأزمات بالتّفلّت من الضوابط الشرعية وبقطع الرحم,وبالإقلال من الصدقة,ظنّا منهم أنّ ذلك يوسع خيرات الحركة لديهم,وما دَرُوا أنّهم بذلك يُحرَمون بركة التوفيق والمعونة من الله تعالى,وربّما تضاعفت أزماتهم,وكان ما خسِروه أكثر بكثير ممّا ربِحوه.
2_ التّفوق والتّميز في العمل:إنّ المؤمنَ القويّ أحبُ إلى الله وأعزُّ من المؤمن الضعيف,ولكي يبلغَ المؤمن درجة القوة والتفوّق و التميز عليه أن يبذل الجهد ويقتحم الصّعاب._ وقد يكون من الصعب على الواحد منّا في ظِلّ المنافسة الشديدة,أن يتفوّق في جميع أنشطة الحياة,إذن فليحاول أن يكون الأفضلَ في محيط عمله,وذلك بالمحافظة مثلا على الوقت,أو الدِّقةِ في أداء العمل,والوفاءِ بالوعد,أو حسنِ الإصغاء لمتطلّبات الزبائن,أو الإستفادةِ من الفرص المتاحة أو حسنِ المعاشرة والعلاقة مع النّاس.
3_ محاولة تحسين الدخل:يعيش كثير من النّاس في هذا الزمان دون المستوى المطلوب للعيش الكريم,وهناك شكاوى عامّةٌ من تزايد صعوبة توفير الحاجات الأساسية,حيث تحوّل كثير ممّا كان يُعدّ في الكماليات إلى أشياءَ ضرورية تصعب استقامة الحياة بدونها؛إلى جانب ارتفاع الأسعار على نحو مستمر.ومن الحلول لمواجهة هذه الوضعية أن يحاول الإنسان تحسين دخله,حيث بإمكان المرء أن يوجد لنفسه عملا فرعيا,يُدرّ عليه دخلا إضافيا,وخاصة في بيئتنا التي آلت فيها كثير من المهن إلى العمل بنظام التوقيت المستمر,وتبقى الأمسيات والعشايا فارغةً لمن أن أراد أن يضاعف جهد يومه أو أن يشتغل في عمل يدِرّ عليه دُخلا يسُدّ به بعض متطلبات العيش.
4_ اكتساب المهارات :من المؤسف جدّا أن نرى كثيرا من الشباب يُفضّل أن يخلد إلى النوم والكسل,والهروب من الواجبات والابتعاد عن الأعمال الجادّة؛فتجده يقعد في بيته إلى وقت متأخر من النهار,أو يمضي معظم يومه مُتجوّلا بالشوارع ولا يحاول تَعلُّم حرفة أو مهنة أو تطوير مهارة يمتلكها.
هذا وممّا يدقّ ناقوس الخطر,أن نجد أغلبية من يشتغلون في مختلف المهن والحرف والورشات من الوافدين علينا؛ فأين دور الشباب في تعلّم حِرف الآباء والأجداد التي تكبّدوا  فيها المشَاقَ وتجشّموا الصِّعاب وتأقلموا مع الظروف المعيشية للمنطقة,وربّما استقدموا أقواما ذوي حرف متميّزة لنشرها في ربوع البلاد.ثُمّ ما مصير الحرف والورشات إذا ما تغيّرت الأحوال وانقلبت الأوضاع ؟
5_ اغتنام الفرص المتاحة:إنّ الفُرصَ تعني دائما ظروفا أكثرَ ملائمةً للقيام بعمل ما,وهذه الظّروف لا تتوفّر دائما,بل إنّ الفُرصَ الكبرى قد لا تتوفّر إلا مرّة واحدة في العمر؛والفرص لا تطرُق باب أحد,وعلى النّاس أن يبحثوا عنها,فحين يكون المرء إيجابيا وفعّالا,فإنّه يقع على الكثير من الفُرص أكثرَ من غيره,لأنّه يدرك جوانب النّفع الخفيّة,فيسبق إلى الاستفادة منها.والكسل والخوف من الإخفاق من أكبر العوامل التي تُقعِد الإنسان عن الاستفادة من الفُرص.
6_ السفر باب من أبواب الرّزق:السفر قطعة من العذاب,لكنه أيضا باب من أبواب الرزق,حيث يستفيد المرء خِبرات جديدة,وينقل إلى البلد الذي يسافر إليه خِبرات بلده الذي نشأ فيه,ويقع على فُرص غالبا لا تتوفّر في بلاده وقد قال الله جلّ وعلا:(وَمَنْ يُّهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الاَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَة)النساء 100_ وقال ابن عباس وغيره:"السعة"هي "سعة الرزق".
وعلى مدى التاريخ كان أوائلنا يهاجرون ويسافرون طلباً للرزق ومنجاة من الأزمات والكُرب والضيق وقلّة موارد العيش.وقد ابلوا في ذلك بلاء حسنا,حيث يبنون ويقيمون حركات حيث اتّجهوا,وحيث أقاموا,وغُربة سنوات قد تساعد على الاستقرار والسعة عمراً مديدا.
ويروى عن الإمام الشافعي رحمه الله قوله:
تَغرّب عن الأوطان في طلب العلا        وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفريجُ همّ واكتســـــــــــــــــــــــــــاب معيشة     وعلم وآداب وصحبة ماجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
7_ العلاقات الحسنة مصدر الرزق:إنّ من التّعاليم الإسلامية تأسيسَ علاقات ممتازة بين النّاس,لأنّها قائمةٌ على الحثِّ والعطاء والتّسامح والتّعاون,ونجد هذا واضحاً في نحو الحثّ على ابتداء الغير بالسّلام, وإكرام الضيف والجار,ومقابلة الخطأ بالعفو,والتبسّم في وجه الأخ المسلم,والصّبر على ما تجرّه مخالطة النّاس من الأذى,والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر,وعيادة المريض,وزيارة الأصدقاء,وصلة الرحم,والنّصح للشريك,والتعهد على عمارة المساجد وشهود الجماعات.
إنّ كلَّ ذلك فوق أنه تعبّدٌ لله تعالى,يعود بالنّفع العظيم على أصحابه,فهو مثلا يجعل الآخرين الذين تحسن إليهم,يشعرون بالامتنان ويبحثون عن وسيلة يردّون بها المعروف,كما أنّه يبني الثِّقة والألفة بين المسلمين,وهو أيضا وسيلة للتّعارف والتّعاون؛وحين يحتاج واحد من النّاس إلى نوع من الخدمة أو العمل,فإنّه يلجأ أولا لمن يعرفهم ويثق فيهم.
إخوة الإيمان كانت هذه بعض الإيضاءات والخواطر التي تحثُّ المسلم الرّاجي ثواب ربه والفوز بجنّة الرضوان,على العمل الصالح والكسب الخلال.
فاللهمّ اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما واجعل تفرُّقنا من بعده تفرقا معصوما,ولا تدع فينا ولا معنا شقيّا ولا محروما,اللهمّ إنا نسألك أن ترزق كُلاّ منا لسانا صادقا ذاكرا,وقلبا خاشعا منيبا,وعملا صالحا زكيا ,وعلما نافعا رافعا وإيمانا راسخا ثابتا,ويقينا صادقا خالصا,ورزقا حلالا طيبا واسعا,يا ذا الجلال والاكرام.
اللهمّ أعِزّ الإسلام و المسلمين ووحِّد اللهمّ صفوفهم واجمع كلمتهم على الحقّ,واكسر شوكة الظالمين واكتب السلام والأمن لعبادك أجمعين.
ربّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار,ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهاب,ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين_
وصلّ اللهمّ وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلمخاتم الأنبياء والمرسلين ,سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.

أكتب تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *